موضوع عن اول ايام الدراسه

أول أيام الدراسة

بما أننا في الشهر الأول من السنة الدراسية فقد ارتأينا أن نتحدث عن أول أيام الدراسة عند الطفل، كلنا نعلم أن التلميذ و بعد فترة راحة طويلة نسبيا يعود للمدرسة بشيء من التخوف و التوجس و يكبر هذا الإحساس إذا كان الطفل يلج لأول مرة فصلا دراسيا، هنا يشعر بما سبق و تحدثنا عنه و أسميناه صدمة الميلاد، فالمدرسة بالنسبة له عالم مجهول و حدث جديد عليه فهو ينتقل من عالم بلا قيود إلى عالم يفترض في عقله انه يستوجب قيودا معينة، كما يكون زملاءه أيضا مجرد أغراب يخشى التعامل معهم، و لكي يتجاوز الطفل هذه الصدمة و يندمج في محيطه الجديد خاصة في السنة الأولى من الدراسة هناك طرق عديدة، أهمها إنشاء ثقافة حوار بين الطفل، و الذي أصبح تلميذا، و بين المربي فلا يجب أن يكون التلميذ منذ بدايته مجرد متلق فهذا لن يساعده أبدا على الاندماج و لن يوفر له الجو الصحي لمتابعة الدراسة، فالطفل و إن كان بعد في سنته الدراسية الأولى إلا انه إذا ما وجد محيطا تفاعليا يجمع بين معلمه و زملائه، فانه سوف يحس بالراحة بسرعة لهذا المجتمع المصغر الجديد و يعرب عن نفسه وسطه، فيبتعد عن خجله و خوفه و يتأقلم تدريجيا مع محيطه ولا يجب أن يعامل هذا التلميذ الجديد على انه جاهل جاء ليتعلم بل على انه كائن يتفاعل مع الآخرين، فالحوار مهم في مثل هاته المرحلة سواء في البيت أو في المدرسة و أحيانا كثيرة من نظنهم لا يفقهون شيئا نجد في حوارهم الدرر، ففيما جاء في رواية عن "أبي زيد البسطاني" انه قام الليل و رأى بجواره ابنه الصغير يرافقه فأشفق عليه من مشقة السهر وبرد الليل فقال له: "ارقد يا ابني فأمامك ليل طويل و أجابه الطفل قائلا: " فما بالك أنت قد قمت؟ فقال: " قد طلب مني أن أقوم"، قال ‏الطفل الصغير: "لقد حفظت فيما انزل الله في كتابه : "إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي ‏الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك"، فمن هؤلاء الذين قاموا مع النبي صلى الله ‏عليه وسلم؟" فأجابه الأب:"إنهم أصحابه"، فقال الطفل: "فلا تحرمني من ‏شرف صحبتك في طاعة الله،" فقال أبوه في دهشة: "يا بني أنت طفل ولم تبلغ ‏الحلم بعد ! فقال الغلام : "يا أبت إني أرى أمي وهي توقد النار تبدأ ‏بصغار قطع الحطب لتشعل كبارها فأخشى أن يبدأ الله بنا يوم القيامة قبل الرجال إن ‏أهملنا في طاعته"، ‏فانتفض أبوه من خشية الله وقال :" قم يا بني فأنت أولى ‏بالله من أبيك"

و من هنا ندرك أن الحوار مع الطفل سواء داخل البيت أو المدرسة يؤتي ثماره في كل الأحوال.

و لعل من وسائل إدماج الطفل الناجحة داخل المدرسة علاوة على الحوار معه، هو أن يبتكر المربي نشاطات جديدة من بينها مثلا مسرحيات لتجسيد حكايات تروى له على أن نبتعد عن الرواية الخيالية البعيدة عن الواقع تماما، مثل حكاية الغول و الأقزام و غيرها، فليس كل طفل يمكنه أن يفرق بين الواقع و الخيال حينما يتجاوز مرحلة الطفولة المبكرة إلى النزوح نحو المراهقة فكم من طفل كبر و ما زال يرى أحلاما مزعجة بسبب حكايات قديمة رويت له، كذلك يمكن تنظيم ألعاب ثقافية وترفيهية تساعد على إدماج الطفل في عالمه الجديد و تؤسس للغة الحوار بينه و بين أصدقائه وبينه و بين المربي، كما أن هاته الوسائل غير التقليدية تجعل الطفل و المدرس أيضا يخرجان من حالة الضجر و السأم الذي قد يسببها روتين المدرسة الاعتيادي و بذلك يستطيع المربي أن يكون أكثر عطاء و يزداد انتباه الطفل للشرح، بعد أن يفرغ شحنته الطفولية في أمور تعليمية و ترفيهية في نفس الوقت، فهي وسيلة تنمي مهارات الطفل و تحسن مستوى تفكيره كما أنها بداية تنمية العلاقات الاجتماعية بحيث يحس الطفل أنه قريب من محيطه و أنه مكون فعال بداخله وليس مجرد دخيل عليه.

شكر ا على مورور

ك الكريم

» موضوع عن التعاون
» موضوع عن الام ؟؟؟
» موضوع عن الصداقه
» موضوع عن الابتسامه
» موضوع عن الصحة